إجهاد العين الرقمي: هل تعمل نظارات الضوء الأزرق؟

إجهاد العين الرقمي: هل تعمل نظارات الضوء الأزرق؟
إجهاد العين الرقمي: هل تعمل نظارات الضوء الأزرق؟

 تأثيرات وقت الشاشة المتزايد باستمرار

على مدار الوباء قضى الجميع وقتًا أطول بكثير في الداخل بالنسبة لمعظمنا ، وأدى هذا أيضًا إلى زيادة كبيرة في وقت استخدام الشاشة خاصة طوال أشهر الشتاء ، سواء كنت تشاهد فيلمًا أوتلعب ألعاب الفيديو لقضاء الوقت أو الدردشة مع أفراد العائلة البعيدين ، أصبحت الشاشات جزءًا كبيرًا من حياتنا الوبائية الجديدة.

قبل الإغلاق يقضي الشخص البالغ العادي 8 ساعات و 41 دقيقة على الأجهزة الرقمية كل يوم ، ومع ذلك بالنسبة لبعض الأشخاص كان هذا الرقم أعلى من ذلك بكثير لا سيما إذا كانت وظائفهم تتطلب منهم الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر لمدة 35-40 ساعة في الأسبوع ، وهذا بالتعاون مع استخدام هاتفك الذكي الشخصي أثناء وقت الفراغ ومشاهدة القليل من التلفزيون بعد العمل يصل بسهولة إلى أكثر من 12 ساعة من التعرض للشاشات كل يوم ، ولاحظ 1 من كل 3 أشخاص في المملكة المتحدة بالفعل تدهور رؤيتهم على مدار فترة الوباء نتيجة زيادة وقت الشاشة.

لقد كتبنا سابقًا عن تأثيرات الكثير من وقت الشاشة على أعيننا وكيف يمكنك تحديد أعراض متلازمة رؤية الكمبيوتر ، ولكن الشيء الذي تمت مناقشته مؤخرًا حول هذا الموضوع هو تأثير نظارات الضوء الأزرق ، النظارات التي تحجب الضوء الأزرق هي نظارات خاصة من المفترض أن تقوم بتصفية الضوء الأزرق ، ويزعم أنها تحمي عينيك وتمنع ظهور بعض حالات العين مثل الضمور البقعي المرتبط بالعمر وأشكال أخرى من تلف الشبكية لكن كم من هذا صحيح ؟

 ما هو الضوء الأزرق ؟

ضوء الشمس هو أحد أكبر مصادر الضوء الأزرق ، بينما يتكون ضوء الشمس في الواقع من عدة أنواع مختلفة من الضوء الملون مثل :

  •  الأحمر 
  • البرتقالي
  •  الأصفر 
  • الأخضر 
  • الأزرق
  •  النيلي 
  • البنفسجي
ولكن طيف كل الألوان مجتمعة يسمى الضوء الأبيض ، وكل نوع من أنواع الضوء له طول موجي ومستوى طاقة مختلف ، والضوء الأزرق له طول موجي قصير جدًا ومستويات طاقة عالية مما يعني أنه يمكن أن يدخل العين بسهولة ، ويمر عبر القرنية ويصل في النهاية إلى شبكية العين .

اقترح بعض المتخصصين أن التعرض المفرط للضوء الأزرق يمكن أن يؤدي في الواقع إلى إتلاف الخلايا الحساسة للضوء في شبكية العين ، ومن هنا جاءت المناقشات السلبية حول تأثيرات الشاشات الرقمية والضوء الأزرق في السنوات الأخيرة ، ومع ذلك فإن كمية الضوء الأزرق المنبعثة من الشاشات أقل بكثير من كمية الضوء الأزرق التي نتعرض لها كل يوم ، وذلك ببساطة عن طريق التواجد في الخارج في وضح النهار .

اكتسب الضوء الأزرق مؤخرًا سمعة سلبية بسبب ارتباطه باستخدام الشاشات الرقمية ، ولكن هل من الممكن أن تكون هذه مشكلة بسبب قرب الشاشة وعدد الساعات التي يقضيها الأشخاص في استخدام الأجهزة الرقمية ، وليس مشكلة بالضوء الأزرق نفسه ؟

 كيف تعمل نظارات حجب الضوء الأزرق ؟

أصبحت النظارات التي تحجب الضوء الأزرق أكثر شيوعًا من أي وقت مضى ، ولا سيما تزايدت شعبيتها أثناء الوباء ، وفي الواقع كانت هناك زيادة بنسبة 812٪ في عمليات البحث على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية عن "نظارات الضوء الأزرق" العام الماضي ،
 وتم تصميم العدسات الموجودة في نظارات حجب الضوء الأزرق خصيصًا لتصفية أشعة الضوء الأزرق قبل أن تصل إلى شبكية العين
، ولا تصلح العدسات لوصفة طبية مثل النظارات التقليدية بل لها عدسة شفافة ذات صبغة صفراء خفيفة ، وهذا يبطل الضوء الأزرق ويفترض أنه يمنع الأشعة من دخول العين.

 ما مدى فعالية النظارات التي تحجب الضوء الأزرق ؟

ببساطة لا يوجد بحث حالي يشير إلى أن النظارات التي تحجب الضوء الأزرق فعالة على الإطلاق في الحفاظ على صحة عينيك ، ويُزعم أنها يمكن أن تحسن رؤيتك وتساعد في معالجة أي إزعاج أو إحساس بالتعب في العين وتحافظ على صحة البقعة وتحسن نوعية نومك .

على الرغم من أن بعض الناس يزعمون أن نظارات حجب الضوء الأزرق تساعد عيونهم على الشعور بإجهاد أقل ، لا يزال هناك سؤال حول ما إذا كان الضوء الأزرق يسبب إجهاد العين في المقام الأول أم لا ؟

يقترح بعض المتخصصين أن سلوكنا عند استخدام الشاشات هو الذي يسبب إجهاد العين وليس تأثير الضوء الأزرق نفسه ، وتتضمن هذه السلوكيات إجهاد أعيننا باستمرار لقراءة نص صغير بشكل غير منتظم والتركيز على مسافة واحدة فقط بدلاً من استخدام أعيننا للتركيز على مجموعة من الأشياء والمسافات.

في الواقع هناك العديد من اللوائح والمبادئ التوجيهية المعمول بها لمنع الشاشات التي نستخدمها كل يوم من انبعاث مستوى غير آمن من الضوء الأزرق ، لذلك من غير المحتمل في الواقع أن تكون كمية الضوء الأزرق من أجهزتنا الرقمية كبيرة بما يكفي للتسبب في تلف شبكية العين ، ومع ذلك هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن نظارات الضوء الأزرق قد تساعدك على النوم بشكل أفضل ، ومن المعروف أن الضوء الأزرق يمنع الجسم من إنتاج الميلاتونين ، وهو الهرمون المسبب للنوم ، وهذا هو السبب في أن معظم الهواتف الذكية الحديثة لديها "إعداد ليلي" بلون أصفر أكثر للشاشة لمقاومة الضوء الأزرق .

في الواقع أظهرت دراسة أجرتها جامعة هيوستن في عام 2017 أن النظارات التي تحجب الضوء الأزرق تزيد من مستويات الميلاتونين بنسبة 60٪ تقريبًا لدى المشاركين ، وربما يكون هذا هو الاستخدام الأكثر فعالية لنظارات حجب الضوء الأزرق بدلاً من تحسين الرؤية أو الوقاية من أمراض العين ، وهناك أيضًا بعض الأدلة التي تشير إلى أنها من المحتمل أن تساعد في تقليل الصداع الناجم عن الشاشة وإيقاف العيون المتعبة ، ولكن هناك أسئلة حول ما إذا كانت هذه الأمراض تحدث حتى نتيجة التعرض للضوء الأزرق؟ 

 كيف يمكنني تجنب إجهاد العين الرقمي ؟

نظرًا لأنه من المرجح أن تكون غالبية مشاكل العين التي نربطها بالشاشات ناتجة في الواقع عن إجهاد العين وليس تأثيرات الضوء الأزرق ، فمن المهم معرفة كيفية التخفيف من انزعاج العيون المجهدة .

فيما يلى بعض الاقتراحات أدناه لحياتك اليومية إذا وجدت نفسك تعاني من إجهاد العين بعد استخدام الشاشة وبيانها كالاتي

  • اضبط إعدادات السطوع والتباين على شاشة الكمبيوتر .
  • قم بتركيب أغطية شاشة غير لامعة لمنع الوهج .
  • قم بتكبير حجم الخط حتى 120٪ أو أكثر عند استخدام الكمبيوتر .
  • قم بزيادة حجم الخط على هاتفك .
  • استخدم الدموع الاصطناعية للمساعدة في جفاف العين .
ويمكنك أيضًا استخدام ما يسميه اختصاصى العناية بالعيون طريقة 20-20-20 ، وهذه مجموعة من التمارين التي تساعدك على تمرين  عينيك على مدار اليوم وإبقائها رطبة وتتحرك جيدًا وتركز بانتظام على مسافات مختلفة ، وتتضمن العملية أخذ استراحة من شاشتك كل 20 دقيقة للنظر إلى شيء على بعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية ، ويؤدي القيام بذلك إلى إراحة عينيك من الشاشة ويعمل على ضمان عدم تعرضك لأي إجهاد للعين ناتج عن الشاشات الرقمية.

تعليقات

user avatar
‏قال غير معرف…
المقالة تثير موضوعًا مهمًا وشائكًا للعديد من مستخدمي الكمبيوتر، وهو تأثير نظارات الضوء الأزرق على إجهاد العين الرقمي، مما يشجع على القراءة.
user avatar
‏قال غير معرف…
كانت المقالة مفيدة لي كمستخدم للكمبيوتر بشكل مستمر، حيث أوضحت الفوائد المحتملة والتحذيرات حول استخدام نظارات الضوء الأزرق بوضوح.
user avatar
‏قال غير معرف…
لاحظت التوازن الجيد بين شرح كيفية عمل نظارات الضوء الأزرق وتأثيرها على إجهاد العين الرقمي، مما يعطي القارئ فهمًا متكاملًا.
user avatar
‏قال غير معرف…
أعجبتني النصائح العملية المقدمة في المقالة حول كيفية استخدام نظارات الضوء الأزرق بشكل صحيح للحد من إجهاد العين.
user avatar
‏قال غير معرف…
كمستخدم للأجهزة الإلكترونية، كنت غير مدركة لفوائد نظارات الضوء الأزرق قبل قراءة المقالة، شكرًا للتوضيح.
user avatar
‏قال غير معرف…
كانت النصائح حول كيفية اختيار وشراء نظارات الضوء الأزرق مفيدة للغاية، وأضافت قيمة إلى المقالة.
user avatar
‏قال غير معرف…
أحسنت في تقديم البحوث والدراسات التي تدعم فعالية نظارات الضوء الأزرق في تقليل إجهاد العين، مما يضيف مصداقية للمقالة.
user avatar
‏قال غير معرف…
بعد قراءة المقالة، أصبحت مهتمًا أكثر بتجربة نظارات الضوء الأزرق وتقييم فعاليتها في الحد من إجهاد العين لدي.
user avatar
‏قال غير معرف…
شكرًا للتوضيح الوافي حول كيفية عمل نظارات الضوء الأزرق وإمكانية تأثيرها على الراحة البصرية، لقد زادت معرفتي بشكل كبير.
user avatar
‏قال غير معرف…
أرى أنها تقدم معلومات مفيدة وشاملة حول نظارات الضوء الأزرق وتأثيرها على إجهاد العين الرقمي، وستساهم في زيادة الوعي بين القراء حول هذا الموضوع.